” حينما تأتي فكرة المصلحة لا أحد يتحدث عن فكرة الدين ” .
بتجرد وإدراك واع لمجريات الأحداث أستطيع القول أن ما يحدث الأن من تطورات هي خطوات حثيثة تهدف إلي إدخال المنطقة في حرب سنية سنية وسنية شيعة ، وقد قصدت بذلك أي أصطلاح سنية سنية أي أن النتيجة الحتمية والفعلية هي إحتراب المسلمين بعضهم البعض، وليس الهدف هو حرب العقيدة ولكنها حرب المصالح ولا علاقة لها بالعقيدة الدينية والإختلاف في المذهب وإن بدي لنا في ظاهر الأمر عكس ذلك وسأوضح ذلك في السطور القليلة القادمة ، فالمعطيات وإن أخذت في شكلها الإطاري شكل محابة المسلمين بعضهم البعض وفق منهج الإختلاف في المذهب ما بين سنة وشيعة ، إلا أن المدقق للأمر سيجد أن ما يحدث من تدخل لإيران بالمنطقة ما هو إلا تدخل مصالح ليس له علاقة من قريب أو بعيد بالمذهبية والطائفية الفكرية ، وحينما تلوح في الأفق فكرة المصلحة ، إذن لا أحد يتحدث عن الدين فصاحب المصلحة يتحالف مع الشيطان من أجل أن يحقق كل ما يصبو إلية .
وأوضح حتي لا يلتبس الأمر عليكم ، يأخذ الأن شكل حماية قطر الأن وبشكل واضح ومعلن إيران وتركيا علي الرغم من أن مصالحهما في المنطقة متعارضة فإيران تحمي نظام بشار وتركيا تمول وتأوي المعارضة ، إيران شيعيه ، والمفترض أن تركيا سنية ، فكيف مع هذا التعارض يتحدا علي الوقوف مع قطر وتحت أي رؤوية أو فلسفة يحدث ذلك أم أن هذا دربا من المجون ، ولكنه يوجد تفسير أدق سوف أختتم به هذا التحليل ، والذي آمل أن يتوافق مع منطق الأمور .
والتساؤول الذي يفرض نفسه هل نحن علي أعتاب حرب إقليمية يدور رحاها في أمة خير خلق الله صلي الله عليه وسلم ؟!!! ، وتأكيدي علي ذلك بأن المسلمون هم من يقتتلون دون غيرهم ، وهذه هي مسألة يؤكدها هذا التحليل والذي أمل أن يحوز القبول لدي منطق عقولكم ، وفي نفس الوقت أتمني ألا يحدث علي الإطلاق .
فسيناريو التدخل الخليجي في اليمن مؤشر ، ومحاولات تدخل السعودية في الشأن السوري ضد نظام الحكم القائم قد تؤكد ذلك ، علي الرغم من أن السعودية بذلك تكون لاعب أساسي في تأسيس فكرة قمة الغرابة فإنها بالوقوف مع النظام باليمن ، وتقف ضد النظام في سوريا ، ومع منطق الأمور للأولي فإن الأمر يختلف في الثانية حيث أن محاربتها لنظام بشار الأسد ، يؤكد علي وقوفها مع الدواعش ، وهذا محط الخلاف بينها وبين الرئيس عبد الفتاح السيسي ، وهو ما يرفضه الأخير إيماناً من الثوابت المصرية في معالجة أمور المنطقة ، إضافة إلي العقيدة القتالية للجيش المصري والذي لا يتحرك إلا مع الخطر الذي يهدد الحدود الإستراتيجية لمصر ، ومهما بعدت وترامت الحدود ، وهذا ما عالجته حكمة الرئيس القائد والزعيم عبد الفتاح السيسي القائد الأعلي للقوات المسلحة ، في عدم التدخل الواضح في الشأن اليمني وإن غض الطرف عما يحدث من تدخلات ما يطلق عليه الجيش العربي في حربه علي اليمن وليعلم الجميع أن مصر في واقع الأمر ليست طرفاً فيه ، هذا جانب ، أما علي صعيد الجانب السوري فمصر تقف حجر عثرة ضد أي تدخل عسكري عربي أو أجنبي مباشر في الشأن السوري ضد نظام بشار الأسد .
إذن الوضع تحكمه أليات غاية في الغرابة ويثير معه تلك الأسئلة والتي سأعقبها بإجابة مني وفق تحليل وإستنتاجات قد أجد فيها بعضا من المنطق والذي تفرضه وتيرة الأحداث .
~ هل ستنشب حرب إقليمية الفترة القادمة ؟
~ هل ستدخل مصر تلك الحرب جنداً وعتاداً ؟
~ مَن المستفيد الأول والأخير من هذا العبث الذي يحدث بالمنطقة ؟
~ هل هناك حل للخروج من هذا المستقع وإيقاف هذا النزيف الذي سوف يأكل الأخضر واليابس والذي سوف يجعل جسد الإمة مثل الجسد المريض الذي ستتداعي عليه الأكلة قصعتها ؟
والإجابة علي كل هذه التساؤولات ستتضح تباعاً:_
٠ فعن مسألة نشوب حرب إقليمية علي هذا النحو مع وقوف إيران وتركيا كحليفين لنظام الحكم في قطر نزولا تحت فكرة حفظ أمن ومصالح قطر ، وصلابة العقل الحاكم بأسرة آل سعود الأن فإن المعادلة ستذهب في طريق مسدود لا يؤدي إلا إلي طريق واحد هو دخول السعودية وبعض من دول مجلس الخليج العربي معادلة الحرب ، فالملاحظ لطريقة وصول الأمير محمد ابن سلمان إلي منصب ولي ولي العهد ، خروجا علي نظام البيعة المتعارف عليه ومنذ تأسيس دولة آل سعود يلاحظ أيضا أن الحاكم الفعلي للبلاد هو ولي ولي العهد ، وهو المهندس الحقيقي للتدخل في اليمن ومحاولات التدخل في الشأن السوري وبشكل مباشر وهي أمور قد تؤدي إلي إحداث حالة من الصعوبة نحو إيقاف الحرب الإقليمة حال وقوعها ، إلا في حالة واحدة ، إذا ما حدثت سوف تكون حائل لوقوع كوارث في منطقة الخليج العربي لا قدر الله ، خاصة إحداث حالة من الدمار للدولة السعودية ، وسأقول الإجابة تواً حينما أبين التساؤول الثاني وهو .
٠ هل ستدخل مصر تلك الحرب جنداً وعتاداً ؟ هنا تجدر الإشارة إلي ضرورة التفرقة بين التفاهمات المشتركة للمملكة والدولة المصرية في التعامل مع الملف القطري ، وتلك التخوفات التي قمت بسردها ، حيث أن الدولة المصرية بسلوكها هذا تعمل علي أمر محدد الأهداف وهو محاربة الإرهاب ، وتلك الحرب تكون في مفهومها الضيق وهو بتر العناصر المخربة علي أرض مصر أو أذا كانت هناك معسكرات تدريب او مراكز تقوم بإيوائهم بالإضافة لتجفيف منابع التمويلات الخارجية .
٠ هنا لا بد من توضيح مَن المستفيد الأول والأخير من هذه المهازل ، ولكن بعيدا عن فلسفة بعض المتحزلقين القائلين بأن أي مشكلة تحصل هنلزقها في الصهاينة ، بل علي النقيض من ذلك قد نري البعض ممن يقول “دا إحنا غلبنا اليهود” ، ولكنها حقيقة فعلا وواقع تقرره الشواهد ، فهم المستفيد من كل تلك العثرات التي قد تُسْلِم الأمة إلي الدمار ، أستطيع أن أقرر لكم أن اليهود هم مَن وراء كل هذه السناريوهات ، من تمزيق جسد الأمة إلي أشلاء يسهل الإنقضاض عليها متي شاءت .
٠ هنا نعود إلي أهم أجزاء هذا المقال والذي سيؤدي إلي القضاء علي فكرة الحرب الإقليمة والنقطة الفارقة التي ستقضي علي أحلام بني صهيون بالمنطقة ، والذي قولت المستفيد الأول والأخير من نشوب تلك الحرب ، هو ضرورة قيام آل سعود بالإحتكام إلي العقل والمنطق وإعادة الأصل إلي ما كان عليه وتسمية الأمير ” مِقْرِنْ ” لولاية العهد ، وتنصيبه ملكا للبلاد فيما بعد إن لم يكن في ساعتها لما يتصف به من حصافة وكياسة وحلم وقدرة علي التعامل بوصفه عقلية مخابراتية هادئة ، تستطيع أن تعيد توحيد الصف السعودي مرة أخري وعدم الإنزلاق في مستنقعات اللاعودة ، الأمر الثاني والأخير إنشاء كيان إقتصادي عسكري موحد تحت لواء الدولة المصرية .
حمي الله العروبة ، حمي الله مصر